كيف يتم تحقيق التوازن بين الدوام الكامل والعمل المستقل أو الجانبي؟ أصبح اليوم نموذج العمل الحر يروق للعديد من الموظفين في شتى القطاعات، ومع ذلك فإن الانطلاق بطريقة عشوائية والبدء في تأسيس العمل المستقل ليس بالأمر الهين كما قد يتوهم البعض، فهو يحتاج إلى تنظيم وتخطيط للتوفيق بين العمل بالأجر والعمل المستقل.
في هذا المقال سنقدم لك مجموعة من النصائح للجمع بين نشاطك المستقل ووظيفتك براتب. لكن قبل الدخول إلى صميم الموضوع لابد لك أن تعي أولا العنصر الموالي.
هل من الممكن أن تكون عامل مستقل لحسابك الخاص وموظفا في الوقت ذاته؟
أكيد يمكنك الجمع بين نشاطين، إلا أنه ينبغي عليك أن تكون منظما للغاية، وأن توزع ساعات عملك جيدا، سوف نتطرق للتفاصيل مباشرة بعد تنبيه قانوني سريع.
من الناحية القانونية لا شيء يعرقلك من الجمع بين وظيفة براتب أو نشاط تحت وضع صاحب عمل خاص. ما عليك إلا التأكد من المتطلبات الضرورية التالية:
- لا بد من ألا يتعارض نشاطك الجانبي أو المستقل مع نشاط الوظيفة التي تعمل فيها أي مبدأ عدم المنافسة.
لابد ألا يتضمن عقد العمل الذي تملكه على بند حصري.
- يجب الحصول على الموافقة من مُدراءك ـ في حالة ما كنت تعمل بدوام كامل في الخدمة العامة.
- يجب اطلاع مدراءك وإعلامهم إذا كنت تعمل بدوام جزئي.
يجب ألا تستخدم مادة دوامك لنشاطك الجانبي.
- لا يجوز العمل في مشروعك الخاص خلال ساعات عملك المدفوعة.
بعدما تأكدت من توفر الشروط التي ذكرت سابقا فيك، يمكننا أن ننتقل الآن إلى صلب موضوعنا الأساس.
كيف تجمع بين النشاط المستقل والعمل بأجر؟
لتوازن بين الدوام الكامل والدوام الجانبي دون التعدي على حياتك الشخصية هي الأخرى، هناك الكثير من الأمور التي ينبغي لك أن تسلط الضوء عليها بالذات دون غيرها.
1. احترم مصالح الكل:
إذا كنت تنوي حقا الجمع بين الدوام الكامل والعمل المستقل، فينبغي عليك احترام كافة المصالح المتعلقة بالأخرين، ابتعد عن أي موقف تنافسي بين عمل العملاء المحتملين والوظيفة أو الشركة التي أنت موظف فيها. في حالة ما إذا تنافسا هذين الأخرين ببيع منتج مماثل، سَتَلقى نفسك في موقف محرج، لذلك كنصيحة لك قبل الموافقة على مهمة أيا كانت تعرف أولا على أهداف عميلك، من أجل تجنب مثل هكذا مواقف.
2. نظم أوقات عملك:
من الضروري أن تكون منظما، إذا لم تحدد ساعات عمل لنشاطك التجاري خارج أوقات العمل المدفوعة، فأنت تعرض جودة العملين للخطر. بالتالي انصح باستعمال جداول الموظفين لتعيين الوقت المتاح لتخصيصه لمشاريعك الأخرى.
إذا كنت من الأشخاص الذين لا يعملون يوما الخميس والجمعة مثلا، فابقي تلك الأيام لأعمالك المستقلة، وإذا كنت من الأشخاص الذين يستيقظون باكرا قبل الذهاب لدوام فيمكنك استغلاله أيضا…الخ فالأمر يعتمد على وتيرتك الخاصة وأسلوب حياتك ومتى تقدم أفضل أداء لا يوجد تنظيم مضبوط يتماشى مع الكل.
3. تعلم أن تقول لا:
حين تشرع في عمل مستقل فأنت أكيد تريد أن تقول نعم لكافة الطلبات التي تردك، وتريد أن تدخل في أكثر من مشروع، لكن مع الأسف لا يمكنك ذلك. يمكن أن تجد نفسك تعمل حوالي 60 ساعة أسبوعيا وستشعر بالإرهاق وتهلك نفسك طبعا في نهاية المطاف.
لذلك كنصيحة قل لا، حتى لو كانت العروض المقدمة لك ممتازة. احترم جدولة توقيتك ولا تحمل نفسك ما لا تطيق. حاول أن تكون صريحا قدر الإمكان مع عميلك المحتمل ومع نفسك واعرض عليه تاريخ الذي يمكنك أن تسلم له خدمتك. إذا كان مستعجل عليها، فانصح بشخص آخر. وبهذه الطريقة تكون اكتسبت احترام العميل ومن المحتمل أن يعود اليك من ناحية ووثقت صلاتك وروابطك مع المستقلين الذين يعرضون ذات الخدمة التي تعرضها من ناحية أخرى.
4. تملك كل شيء لتربح:
عين عرض العمل الحر الخاص بك، إذا كان عندك عملان، فمن الضروري تعيين عرض العمل المستقل الخاص بك بعناية بحيث يتماشى مع وضعك. ولتحديد عرض الأمثل لعملك أنصح بأن تسأل نفسك الأسئلة التالية:
- هل بمقدوري الذهاب إلى العمل؟
- ما هي العروض التي يمكن أن أقدمها من خلال العمل عن بعد؟
- ما هي العروض التي تتوافق مع ساعات عملي؟
أما إذا كان عملك الجانبي يتطلب حضورك وتقديم الخدمة وجها لوجه، فهذا الأمر معقد بعض الشيء، لأن السبب ببساطة لن يكون العملاء متاحين في نفس الأيام التي تكون أنت متاح فيها بالضرورة. لذلك ضع عروض تتوافق مع قيودك لتحقيق أهدافك.
خاتمة:
في نهاية هذه التدوينة آمل أن أكون قد سهلت عليك الأمر في كيفية تحقيق التوازن بين الدوام الكامل والعمل الجانبي، بالنسبة لي أن تكون حرا وموظفا في الوقت ذاته تعتبر فرصة استثنائية لتطوير مهارتك وعلاقاتك وإبداعك معا.وأكاد أجزم لك، ولكن بالطبع لا بد أن تضع النصائح السابقة نُصب عينيك.
زبدة القول: ليس لديك ما تضيعه من خلال البدء، في أسوء الأوضاع سوف تتعلم.
.